الاثنين، 22 ديسمبر 2014

خطة البحث العلمي


خطة البحث العلمي

خطة البحث: هي الخطوط العريضة التي يسترشد بها الباحث عند تنفيذ البحث، هذا يعني أنها تخطط للبحث قبل تنفيذه لتحديد جميع جوانبه ومشكلته وأهميتها وأهدافه ومصادر معلوماته وكيفية جمع المعلومات كما تخطط أيضا للتنفيذ من حيث عرض وتحليل المعلومات وتبويب البحث.
الغرض من خطة البحث يمكن تلخيصه في النقاط التالية:-
1-    تقديم وصف مختصر لمشكلة البحث.
2-    حصر الدراسات السابقة التي تتعلق بمشكلة البحث في الاطار العام والخاص.
3-    تحديد أهداف البحث على ضوء ملخص الدراسات السابقة.
4-    تحديد الاجراءات والخطوات التي سوف تتبع في تناول مشكلة البحث.
5-    حصر المعلومات التي يحتاجها البحث وتحديد مصادرها وطرق جمعها.
6-    تبويب البحث بالطريقة الأمثل لتناول المشكلة مع تحديد مناهج البحث التي سوف يتبعها الباحث.
عناصر خطة البحث:-
تحتوي خطة البحث على بعض الجوانب المهمة والتي تمثل عناصر الخطة والتي تتلخص في الآتي:-
1-    تحديد مشكلة البحث.
2-    اختيار عنوان مناسب للبحث.
3-    تحديد حدود البحث الزمانية والمكانية.
4-    ملخص مختصر لأهم الدراسات السابقة في نفس مجال البحث وفي نفس المكان أو المناطق المشابهة لمنطقة الدراسة.
5-    بلورة أهداف البحث.
6-    تحديد فروض البحث إن وجدت.
7-    عرض مناهج البحث التي سوف تتبع.
8-    حصر المعلومات المطلوبة لانجاز البحث وتحديد مصادرها وكيفية جمع المعلومات.
9-    تركيبة البحث (تبويب البحث).
(1) مشكلة البحث:-
مشكلة البحث هي المحور الرئيسي الذي يدور حوله البحث، هي عبارة عن تساؤلات تدور في ذهن الباحث واحساس بوجود خلل ما أو ربما غموض في جانب معين يريد الباحث استجلاء أمره، هذا يعني أن هنالك أمر ما أثار رغبة التقصي والتنقيب عند الباحث بغرض فك الغموض الذي يغلف هذا الأمر أو إيجاد مقترحات تقدم كحلول لهذا الأمر، هنالك اعتبارات منهجية وعلمية يجب وضعها في الاعتبار عند تحديد مشكلة البحث وهي:-
1-    يجب أن تكون المشكلة في نطاق تخصص الباحث.
2-    بالاضافة لكون المشكلة ضمن تخصص الباحث يستحسن أن تكون المشكلة ضمن اهتماماته البحثية.
3-    يجب أن تكون المشكلة ذات قيمة علمية وعملية، هذا يعني أن يتناول البحث مشكلة مهمة من الناحية العلمية أو بالنسبة للمجتمع أو لكليهما معاً.
4-    يجب أن تكون المشكلة حديثة، المقصود بحديثة هنا أنها غير مكررة أي لم يتناولها الباحثون بالبحث من قبل أو أن يكون تم تناولها من زوايا غير الزاوية التي ينوي الباحث أن يتناولها منها، هذا يعني محاولة طرق جوانب جديدة أو لجوانب قديمة لم يتوصل الباحثون لنتائج قاطعة بخصوصها، يستحسن أن تكون المشكلة اضافة حقيقية للمعرفة أي أن يسأل الباحث نفسه ما هي الإضافة التي سوف يضيفها هذا البحث للمعرفة.
5-    يجب أن تكون المشكلة واقعية مرتبطة بواقع المجتمع، هذه النقطة سوف ترفع من قيمة البحث لأنه سوف يكون بحث تطبيقي يتناول بالتحليل والتقصي المشاكل التي تواجه المجتمع.
6-    يجب عند تحديد مشكلة البحث مراعاة الصعوبات الاجتماعية والسياسية وغيرها حيث هنالك موضوعات يصعب تناولها لحساسيتها بالنسبة للمجتمع، هذا يعني أن تكون المشكلة قابلة للبحث ويمكن للباحث أن يتحصل على المعلومات الضرورية للدراسة.
7-    يجب على الباحث أن يحدد مشكلة البحث بوضوح أي أن يكون الموضوع محدداً وليس موضوعاً عاماً واسعاً يحتوي على كثير من المشاكل الفرعية.
8-    على الباحث أن يشرح المصطلحات التي سوف يستخدمها في بحثه حتى يتلافي اللبس ويتمكن من توصيل ما يريد للقارئ.
2- عنوان البحث:-
يتداول العامة في كثير من الثقافات المقولة " إنك تعرف أهمية الموضوع من عنوانه"، إن هذه المقولة تلخص الأهمية التي يجب أن تولى لأهمية اختيار العنوان المناسب للبحث، يرى كثير من الباحثين أن اختيار العنوان المناسب تعادل نصف قيمة البحث وهنالك كثير من الأبحاث عالية الجودة قلل من جودتها عدم تناسب العنوان مع موضوع الدراسة، إذن على الباحث أن يدقق في اختيار عنوان بحثه وهنالك بعض المؤشرات التي يجب مراعاتها عند اختيار العنوان نذكر منها:-
1-    أن يكون العنوان محدداً ومحتصراً.
2-    يجب أن يعبر العنوان تعبيراً دقيقاً لموضوع البحث.
3-    أن تستخدم لغة ومفردات بسيطة غير معقدة وسليمة لغوياً.
4-    يجب البعد عن المصطلحات التي تحتمل أكثر من معنى وذلك بغرض البعد عن اللبس والغموض.
3- تحديد الاطار الزماني والمكاني للدراسة:-
هنالك العديد من الدراسات التي تجرى في زمان أو مكان بعينه وعليه لا بد في مثل هذا النوع من الدراسة تحديد الفترة الزمنية التي يشملها البحث بدقة وكذلك المكان الذي اجريت فيه الدراسة كما إن هنالك بعض الدراسات التي تجرى في مكان ما وفي فترة زمنية بعينها، الدراسات التاريخية مثلاً لا مناص من تحديد الفترة الزمنية التي يهتم بها البحث وكذلك الأمر في الدراسات الجغرافية والبيئية التي تهتم بتوثيق التغيرات مثل دراسات استخدام الأرض ودراسات التدهور البيئي، تهتم جميع الدراسات الجغرافية والبيئية بالمكان ولذا لا بد للباحث من تحديد منطقة الدراسة بدقة حتى يؤطر بحثه ويحصره في المنطقة المعنية.
4- الدراسات السابقة:-
يتناول البحث في هذا الجانب قراءاته واطلاعه على الدراسات التي سبقته في تناول هذا الموضوع، ليس بالضرورة أن يلم الباحث بكل التفاصيل الدقيقة التي شملتها هذه الدراسات ولكن يتحتم عليه الالمام بأهم ما ورد فيها والفترة الزمانية التي أجريت فيها الدراسة والمكان الذي أجريت فيه والجوانب التي ركزت فيها وأهم النتائج التي توصلت إليها والتوصيات التي أوصت بها.
تشمل خطة البحث على ملخص للدراسات السابقة لعدة أسباب وهنالك عدة فوائد تترتب على ذلك نذكر منها:-
1-    الغرض المباشر من تلخيص الدراسة التأكد من أن مشكلة البحث التي وقع عليها الاختيار لم يتم تناولها من قبل أو تم تناولها ولكن بدون عمق وتفاصيل كافية أو تم تناولها بعمق وتفاصيل لكنها ركزت على جوانب معينة غير الجانب الذي سوف تركز فيه الدراسة المعنية.
2-    صياغة أهداف البحث على ضوء ملخص الدراسات السابقة وجعلها تركز على الموضوعات التي لم تتطرق لها الدراسات السابقة أو على الموضوعات التي لم تركز عليها أو على الموضوعات التي ركزت عليها ولكن لم تخرج فيها بنتائج محددة.
3-    استفادة الباحث من تجارب الباحثين السابقين وخاصة إذا تم دراسة المشكلة في بلد آخر أو في بيئة تختلف عن بيئة منطقة الدراسة مما سوف يثري البحث ويمكن الباحث من المقارنة.
4-    الاستفادة من خبرات الباحثين في سبل تناولهم لمشاكل بحثهم ومصادر معلوماتهم وطريقة عرضهم وتحليلهم للمعلومات.
5-أهداف البحث:-
يقوم الباحث بمسح واسع في المكتبة ومصادر المعلومات الأخرى بغرض الالمام بأوجه المشكلة التي تم تناولها بالبحث من قبل في منطقة الدراسة خاصة والمناطق الشبيهة بوجه عام، أعتماداً على الدراسات السابقة يتعين على الباحث أن يبلور أهدافاً محددة لبحثه يذكرها بلغة سليمة تبتعد عن الكلمات التي لها أكثر من معنى، يستحسن أن يعدد الباحث أهداف البحث في شكل نقاط مرقمة وقصيرة ذاكراً ألهداف الرئيسية فقط والتي لا محال سوف تتضمن الاهداف الثانوية في خلالها، تساعد عملية تحديد الأهداف الباحث على التركيز في بحثه لتحقيقها كما يعتمد المقيمون عند تقييم البحث على هذه الأهداف فيقومون باختبار مدى تحقيق البحث لأهدافه ومن ثم هل هو بحث ناجح وحقق الغرض منه أم لا.
6- فروض البحث:-
بعد تحديد كل من مشكلة البحث وأهدافه على الباحث أن يحدد فرضية أو فرضيات البحث (إن كان هنالك فرضيات) التي يريد اختبارها ودراستها، الفروض المعنية هنا هي حلول مقترحة لمشكلة البحث أو تخمينات لنتائج وتبعات متوقعة، يمكن بلا شك أن تستنبط الفروض من نظريات علمية معينة ومدى صحة هذه النظريات في منطقة الدراسة وهل ما هو موجود في المنطقة يدعم هذه النظرية أم يدحضها. يقسم الباحثون الفروض لثلاثة أقسام هي الفرض الموجه والفرض غير الموجه والفرضية الصفرية.
1-    الفرض الموجه:-
هنا يقفذ الباحث مباشرة لحقيقة مباشرة يوجهها هو حسب رأيه في المشكلة مثل أن تفترض أن أداء أبناء الأسر الموسرة في المدرسة أحسن من زملائهم الآخرين أو أن مستوى طالب كلية الهندسة يأتي في المرتبة الأولى بين الكليات.
2-    الفرض غير الموجه:-
هي الفرضية التي يفترضها الباحث عندما لا يكون واثقأً من الجهة التي قد تغلب على الأخرى. مثال المثال السابق عن أداء التلاميذ من الأسر الموسرة يمكن أن يصاغ بطريقة غير موجهة مثل إن مستوى الأسرة الاقتصادي يوثر على أداء التلميذ دون الاشارة إلي أيهم الأحسن أو الأسوأ كما في الحال في الفروض الموجهه، وفي المثال الثاني الذي يخص كليات الجامعة تصاغ الفرضية دون اشارة للكلية الأحسن مثل إن أداء الطالب يتأثر بالكلية التي يدرس فيها.
3-    الفرضية الصفرية:-
هي الفرضية التي يتبعها الاحصائيون غالباً ويطلق عليها اسم فرضية العدم حيث ينفي الباحث وجود علاقة مثلاً أو تطابق أو تساوي بين ظاهرة وأخرى أو بين نفس الظاهرة في مكانين مختلفين، مثلا في فرضية أداء التلميذ ومستوى دخل أسرته تصاغ الفرضية بأنه ليس هنالك فرق ذي دلالة احصائية بين أداء التلميذ من اسرة غنية أو أسرة فقيرة، أو في مثال كليات الجامعة أنه ليس هنالك فرق جوهري بين أداء الطلاب من كليات مختلفة.
7- منهج البحث:-
المنهج العلمي في البحث هو اتباع خطوات منطقية معينة في تناول المشكلات أو الظاهرات أو في معالجة القضايا العلمية، يمكن القول أن منهج البحث هو أسلوب للتفكير والعمل يعتمده الباحث لتنظيم أفكاره وعرضها وتحليلها للوصول للنتائج الرجوة وتحقيق أهداف البحث، توجد هنالك العديد من المداخل لتناول مشكلات البحث تتفق في أهدافها المنطقية ولكنها تختلف في الطريقة، يرتبط المنهج المستخدم في البحث العلمي بموضوع ومحتوى وأهداف البحث تحت الدراسة، تشترك مناهج البحث المستخدمة في تنفيذ الأبحاث العلمية في عدد من الخصائص المشتركة فيما بينها والتي تمثل قاسماً مشتركأ بينها أهم هذه القواسم هي:-
1-    العمل المنظم الذي يقوم على الملاحظة والحقائق العلمية والذي يتم عبر مراحل متسلسلة ومترابطة.
2-    الموضوعية والبعد عن التحيز.
3-    المرونة وتعني قابلية التعديل والتبديل بمرور الزمن لتواكب التطور الذي يطرأ على العلوم المختلفة.
4-    امكانية التثبت من نتائج البحث بطرق وأساليب علمية معترف بها.
5-    التعميم ويعني الاستفادة من نتائج البحوث العلمية في دراسة ظواهر أخرى مشابهه.
6-    القدرة على التنبؤ ويعني ذلك امكانية وضع تصور لما يمكن أن تكون عليه الظواهر في المستقبل.
تصنيف مناهج البحث العلمي:-
التصنيف يعني تقسيم الظاهرة إلي عدة فئات حسب اسس معينة حيث تشترك الظاهرات التي توضع في فئة واحدة في أساس التصنيف. وبما أن أسس التصنيف تتنوع فسوف ينتج عن ذلك الكثير من التصنيفات كما ينتج عن ذلك عدم اتفاق بين المصنفين، تصنيف مناهج البحث مثله مثل تصنيف الظاهرات الأخرى يتعدد بتعدد أسس التصنيف ولذا هنالك تصنيفات عدة كم هنالك عدم اتفاق بين المهتمين في هذا المجال، نتج عن اختلاف الأسس العديد من التصنيفات ولكن هنالك من بين هذه التصنيفات ما نال قبولاً أكثر وشهرةً وسوف نتتطرق لأهم هذه التصنيفات التي حظيت على القبول والشهرة والتي تتفق في بعض الأقسام مثل المنهج الوصفي والمنهج التاريخي والمنهج التجريبي وتختلف في بعض الأقسام الأخرى، أيضا ليس أمراً حتمياً أن يتبع الباحث منهجاً واحداً بعينه فقط بل يمكنه أن يتناول موضوع بحثه جامعاً بين أكثر من منهج إذا تتطلب موضوع البحث ذلك.
1-    قسم ماركيز (Marguis) مناهج البحث إلي ستة أنواع مختلفة هي:-
- المنهج الأنثروبولوجي.              - المنهج الفلسفي.                  - المنهج التاريخي.     
- المنهج التجريبي.                     - منهج دراسة الحالة.              - منهج الدراسات المسحية.
2-    ميز ويتني (Whitney سبع مناهج للبحث هي:-
- المنهج الوصفي.             - المنهج التاريخي.           - المنهج التجريبي.
- المنهج الفلسفي.              - المنهج الاجتماعي.        - المنهج الابداعي.
- المنهج التنبؤي.
3-    يرى جود وسكاتس (Good and Scates) أن مناهج البحث يمكن أن تنقسم إلي خمسة أنواع هي:-
- المنهج الوصفي.                 - المنهج التاريخي.                - المنهج التجريبي.
- منهج دراسة الحالة.              - منهج دراسة النمو والتطور.
4-    اتبع عليان وغنيم التصنيف الذي يقسم مناهج البحث إلي خمسة أقسام رئيسية هي:-
          - المنهج التاريخي.                - المنهج الوصفي.       - المنهج التجريبي.
          - المنهج المقارن                  - منهج اسلوب النظم.
يتفق هذا التقسيم مع التقسيمات الأخرى في كل من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي والمنهج التجريبي، وعليه سوف تفصل الصفحات التالية هذا التقسيم وتركز عليه كمثال لتصنيفات مناهج البحث.
(أ) المنهج التاريخي:-
يستخدم هذا المنهج لدراسة الماضي بوجه عام لمعرفة ما كانت عليه الظاهرات والعلاقة المتداخلة بينها في الحقب التاريخية المختلفة وبالذات العلاقات السببية المسئولة عن تتطور وتبدل الظاهرات والأحداث عبر الزمن، يركز المنهج التاريخي على دراسة الماضي لأجل فهم الحاضر والتمكن باستقراء المستقبل، يهتم المنهج كذلك بدراسة الحاضر من خلال تفسير أحداثه وظواهره بالرجوع للماضي لمعرفة أصول هذه الظاهرات والأحداث ومسبباتها، إن مصدر المعرفة الأساسي في المنهج التاريخي هو الآثار والسجلات التاريخية والروايات المنقولة والمتداولة عند الأجيال المختلفة. هذا يعني أن المنهج التاريخي لا يعتمد على الملاحظة المباشرة ولا يعتمد على التجربة العلمية للوصول للحقائق.
بما إن أغلب المعلومات التاريخية تتناول حقباً زمنية لم يشهدها الباحث وبما أن أغلب المعلومات معلومات ثانوية منقولة عبر الأجيال فإن المنهج التاريخي لا بد أن يقوم بفحص هذه المعلومات والتدقيق فيها قبل اعتمادها كمادة علمية، هنالك مرحلتين لفحص المعلومة في المنهج التاريخي يطلق على الأولى الفحص أو النقد الخارجي وعلى الأخرى الفحص أو النقد الداخلي.
·     الفحص (النقد) الخارجي:-
المقصود هنا فحص مصدر المعلومة لمعرفة مدى صدقية المصدر ودرجة الاعتماد عليه، من أمثلة فحص المصدر في المنهج التاريخي اختبار مصداقية الراوي في علم الحديث في الدراسات الاسلامية، أما في حالة أن المصدر وثيقة فإن الفحص الخارجي يركزعلى الاجابة عن بعض التساؤلات وهي :-
أ‌-       متى ظهرت الوثيقة أو المظهر (الفترة التاريخية)؟
ب‌-  من هو مؤلف الوثيقة أو كاتبها؟
ت‌-  هل الكاتب هو نفسه من كتب النسخة الأصلية أم هي منقولة؟
ث‌-  هل الوثيقة التي بيد الباحث هي نسخة أصلية أم صورة وإذا كانت صورة هل يمكن الوصول للأصل؟
·        الفحص (النقد) الداخلي:-
بعد أن تم نقد الوثيقة خارجياً يقوم المنهج التاريخي بفحصها داخلياً، والمقصود بالفحص الداخلي هو التدقيق في محتويات الوثيقة بالنظر إلي عدة أمور والاجابة عن بعض التساؤلات أهمها:-
أ‌-    هل تمت اي اضافات أو تعديلات للوثيقة الأصلية؟
ب‌-  ما طبيعة التعديل الذي تم هل هو بالزيادة أم الحذف؟
ت‌-  أين ومتى تم التعديل إن وجد ولماذا؟
ث‌-  هل لغة الوثيقة تتطابق لغة العصر الذي كتبت فيه؟
ج‌-   هل هنالك أي تناقض في محتويات الوثيقة.
ح‌- هل هنالك مصادر أو وثائق أخرى من نفس الحقبة التاريخية تدعم أو تدحض ما جاء في هذه الوثيقة؟
(ب) المنهج الوصفي:-
يستخدم المنهج الوصفي لوصف الظاهرات في الوقت الحاضر لمعرفة خصائص كل ظاهرة، كما يصف العلاقات المتداخلة بين الظواهر محاولاً استقراء المستقبل، اعتمدت الدراسات الاجتماعية عامة وبخاصة علوم الجغرافيا والاجتماع والانسان على هذا المنهج كلياً في بداياتها في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر ولا زالت تستخدم هذا المنهج ولكن بدرجة اقل حيث صارت تزاوجه مع مناهج أخرى.
يتلخص المنهج الوصفي في متابعة وملاحظة ظاهرة أو حدث ما معتمداً على معلومات نوعية أو كمية في فترة زمنية معينة أو خلال فترات زمنية مختلفة بغرض التعرف على شتى جوانب الظاهرة وعلاقاتها بغيرها من الظاهرات للوصول لنتائج تساعد في فهم الواقع الراهن ليتم تطويره مستقبلاً.
يتبع المنهج الوصفي بعض الوسائل وطرق البحث المختلفة لتحقيق اهدافه تتلخص في أسلوب المسح، دراسة الحالة وتحليل الحالة.
أ‌-       أسلوب المسح:-
هو جمع معلومات عن متغيرات قليلة من عدد كبير من مفردات المجتمع تحت الدراسة، يمكن أن يتبع اسلوب المسح طريقة المسح الشامل والتي تحصر جميع مفدرات مجتمع الدراسة أو تتبع اسلوب العينة الذي يختار عينة لتمثل المجتمع.
ب‌-  أسلوب دراسة الحالة:-
يقوم هذا الاسلوب بجمع معلومات كثيرة ومفصلة عن مفردة واحدة أو مفردات قليلة من مفردات المجتمع، يمكن هذا الاسلوب الباحث من متابعة الحالة متابعة دقيقة وشاملة وتواصلة عبر الزمن الأمر الذي يؤدي إلي تراكم المعلومات الدقيقة والمفصلة عن الحالة، تشمل المعلومات التي تجمع الوضع الراهن للظاهرة كما تشمل أيضاً معلومات الماضي، يعيب هذه الوسيلة أن الحالة قد لا تنطبق على المجتمع ولذا يصعب تعميم نتائج اسلوب الحالة على الظاهرات الممشابهة، يعتبر هذا الأسلوب ناجحاً في دراسات علم النفس وعلم الاجتماع والدراسات الطبية بشقيها البشري والبيطري.
ج‌-    اسلوب تحليل المستوى:-
يعتمد هذا الأسلوب على وصف منظم ودقيق لمحتوى نصوص مكتوبة او مسموعة حيث تستخرج المعلومة من هذه النصوص فقط دون الحاجة لمصادر أخرى للمعلومات، هذا الاسلوب محدود الاستخدام ولكنه يستخدم في الدراسات علوم اللغات والدراسات الأدبية والاسلامية.
(ج) المنهج التجريبي:-
يقوم المنهج التجريبي باستقصاء العلاقات السببية بين المتغيرات التي قد يكون لها أثر في تشكيل الظاهرة او الحدث، يهدف المنهج التجريبي لمعرفة اثر المؤثرات مجتمعة على الظاهرة تحت الدراسة كما يركز على معرفة اثر كل من هذه المؤثرات منفردة أو ثنائية على الظاهرة المعنية، لتحقيق هذا المر لا بد أن يلجأ الباحث للتجربة حيث يتم التحكم في بعض المتغيرات اي ابعاد أثرها بغرض معرفة اثر العوامل أو العامل المتبقي الذي لم يتحكم فيه، هذا يعني أن تجرى التجربة في بيئة متحكم بها قدر المستطاع كما يعنى تكرار التجربة باستبدال العوامل المتحكم فيها.
يقوم المنهج التجريبي على الملاحظة الدقيقة والمضبوطة وفق خطة واضحة ومدروسة تحدد فيها المتغيرات التي قد تؤثر على الظاهرة تحت الدراسة، تحقيق الأهداف من المنهج التجريبي يستدعي الآتي:-
1-    تحديد جميع العوامل التي تؤثر على الظاهرة تحت الدراسة (العوامل المستقلة).
2-    القدرة على التحكم في بيئة التجربة من جهة والقدرة على التحكم في كل من العوامل المؤثرة كل على حدة أو في مجموعات.
3-  تكرار التجربة مرات عدة بسبب تغيير العوامل المتحكم بها من جهة وبغرض التأكد من النتائج المستخلصة من جهة أخرى.
التجارب المعنية في المنهج التجريبي تشمل التجارب المخبرية والتجارب الميدانية والتجارب التمثيلية. التجارب المخبرية هي تلك التي تجرى في المختبرات حيث يمكن التحكم في بيئة العمل وفي العوامل المؤثرة كما يمكن تكرار التجربة من قبل باحثين آخرين للتأكد من النتائج، التجارب الميدانية تتم في الحقل في نفس الظروف الطبيعية والبيئة التي تتواجد فيها الظاهرة وهي أكثر واقعية من المخبرية لاجراء التجربة في الظروف البيئة الحقيقية وليس المختبر ولكن يصعب فيها التحكم في المتغيرات ذات الأثر. يعتمد النوع الثالث على تمثيل الواقعة من قبل ممثلين حتى يتثنى للباحث دراسة الجوانب المحتلفة للحدث.
يتبع هذا المنهج التجريبي في علوم الكيمياء والفيزياء والعلوم الهندسية وفي علوم الحيوان والنبات والزراعة والعلوم الطبية، كما يستخدم المنهج التجريبي في بعض الدراسات الاجتماعية والانسانية مثل الجغرافيا وعلم النفس والدراسات التربوية.
د- المنهج المقارن:-
يعتمد المنهج المقارن على مبدأ المقارنة بين الظاهرات واستخلاص أوجه الشبه وـوجه الاختلاف بينها ثم محاولة الوصول والتعرف على العوامل المسببة للحادث أو الظاهرة والظروف التي حثت فيها، يتبع هذا المنهج عدد من الطرق والأساليب منها:-
أ‌-     التلازم في وقوع الحادثة مثل حوادث تفجير قطارات مدريد التي حدثت في وقت متقارب.
ب‌-  عدم التلازم في وقوع الحادثة مثل نقارن بين عينة تتعاطى عقار معين وأخرى لا تتعطاه وعندها تراقب الآثار الجانبية في كل فئة لمعرفة الاسباب.
ت‌-  المقارنة بين شدة الحادثة أو شدة اثرها مع الزمن.
ث‌-  طريقة العلاقات المتقاطعة فمثلاً إذا كان هنالك سببين ونتيجتين فإذا أمكن الربط بين سبب واحد ونتيجة واحدة يمكن الربط بين السبب الثاني والنتيجة الثانية أيضاً.
هـ- منهج اسلوب النظم:-
يركز منهج اسلوب النظم على دراسة العلاقة بين العناصر والمتغيرات في النظام ككل بدل الاقتصار على دراسة العناصر فقط أو دراسة عنصر واحد وافتراض ثبات العناصر الأخرى كمل يفعل المنهج التجريبي، إذن هذا المنهج هو منهج كلي يدرس الكل ليصل للتفاصيل وليس العكس أن يتم دراسة المفردات للوصول للكل، مفهوم النظام أنه ليس هنالك ظاهرة منفصلة لحالها بل هي مفردة في تناغم أو تنافر مع مفدات أخرى وأي دراسة للمفردة معزولة عن نطاق المفردات الأخرى في النظام يعني أمر غير حقيقي ولا يمثل الواقع بدقة، يتكون النظام من عدة مكونات يمكن تلخيصها في:-
أ‌-       الإطار العام للنظام ويعني هذا حود النظام التي تؤطر ملامحه وتميزه تمييزاً واضحاً عن بيئته.
ب‌-  عناصر النظام وهي مجموعة أجزاء النظام التي يمكن أن تكون منفردة أو مترابطة جزئيأً مكونة لعدد من النظم الفرعية أو فرعية الفرعية.
ت‌-  الديناميكية والعلاقات والمتداخلة بين العناصر وهذه تحدد سلوك النظام والترابط والتنافر بين مفرداته، تختلف هذه العلاقات وتأخذ أشكالاً مختلفة مثل العلاقات المتتالية مثل أن تكون مخرجات علاقة ما هي مدخلات علاقة أخرى أو علاقات راجعة بحيث يستخدم جزء من مخرجات العنصر أو العلاقة  كمدخلات كما يمكن أن تكون العلاقات متداخلة ومركبة بين أكثر من عنصر.
8- المعلومات :
يتعين على الباحث في هذه الخطوة أن يحصر بقدر الإمكان المعلومات التي يحتاج إليها البحث لتحقيق أهدافه ومصادر هذه المعلوات وكيفية جمعها، يوضح الباحث المصادر لمعلوماته الثانوية ثم يركز على المعلومات الأولية، إذا كان سيقوم ببعض التجارب عليه توضيح هذه التجارب والبيئة التي سوف تجرى فيها وفترتها الزمنية والعوامل التي سوف يركز على دراستها، إذا كان سيستخدم استبانة فعليه أن يوضح حجم العينة والمنطق وراء هذا العدد والهدف من الاستمارة ومضمون الاستارة والمجتمع المقصود بالاستبانة وكيفية اختيار مفردات العينة وكيف سوف يوزع الاستبانة على العينة.
9- تركيبة البحث:-
تختتم خطة البحث بالحديث عن تبويب البحث وتقسيماته الداخلية، هنا يحدد الباحث عدد فصوله ويتعرض لها بالوصف المختصر بالترتيب موضحاً هدف كل فصل وماذا سوف يتناول أو يركز، لا يكتب هذا الجزء مثل محتويات الكتاب ولكن يكتب في فقرات تخصص فقرة من عدة أسطر لتبيان مضمون الفصل وحدود الموضوع الذي سوف يتناول فيه.

*****************  إنتهى 

هناك تعليق واحد:

  1. ما شاء الله عليك
    موضوع رائع رائع رائع
    شكرا لك

    ردحذف